سورة المؤمنون - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المؤمنون)


        


{إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ ؤْمِنِينَ (38)}
{إِنْ هُوَ} أي ما هو {إِلاَّ رَجُلٌ افترى على الله كَذِبًا} فيما يدعيه من إرساله تعالى إياه وفيما يعدنا من أن الله تعالى يبعثنا {وَمَا نَحْنُ لَهُ ؤْمِنِينَ} صدقين فيما يقوله، والمراد أيضًا استمرار النفي وتأكيده.


{قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بما كَذَّبُونِ (39)}
{قَالَ} أي رسولهم عند يأسه من إيمانهم بعدما سلك في دعوتهم كل مسلم متضرعًا إلى الله عز وجل: {رَبّ انصرنى} عليهم وانتقم لي منهم {ا كَذَّبُونِ} أي بسبب تكذيبهم إياي وإصرارهم عليه أو بدل تكذيبهم، ويجوز أن تكون الباء آلية وما موصولة كما مر في قصة نوح عليه السلام {قَالَ} تعالى إجابة لدعائه وعدة بما طلب.


{قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40)}
{عَمَّا قَلِيلٍ} أي عن زمان قليل فما صلة بين الجار والمجرور جيء بها لتأكيد معنى القلة و{قَلِيلٌ} صفة لزمان حذف واستغنى به عنه ومجيئه كذلك كثير، وجوز أن تكون {مَا} نكرة تامة و{قَلِيلٌ} بدلًا منها، وأن تكون نكرة موصوفة بقليل، و{عَنْ} عنى بعد هنا وهي متعلق بقوله تعالى: {لَّيُصْبِحُنَّ نادمين} وتعلقها بكل من الفعل والوصف محتمل، وجاز ذلك مع توسط لام القسم لأن الجار كالظرف يتوسع فيه ما لا يتوسع في غيره.
وقال أبو حيان: جمهور أصحابنا على أن لام القسم لا يتقدمها معمول ما بعدها سواء كان ظرفًا أم جارًا ومجرورًا أو غيرهما، وعليه يكون ذلك متعلقًا حذوف يدل عليه ما قبله والتقدير عما قليل تنصر أو ما بعده أي يصبحون عما قليل ليصبحن الخ، ومذهب الفراء. وأبي عبيدة أنه يجوز تقديم معمول ما في حيز هذه اللام عليها مطلقًا، و{يُصْبِحَ} عنى يصير أي بالله تعالى ليصيرن نادمين على ما فعلوا من التكذيب بعد زمان قليل وذلك وقت نزول العذاب في الدنيا ومعاينتهم له، وقيل: بعد الموت، وفي اللوامح عن بعضهم {لتصبحن} بتاء على المخاطبة فلو ذهب ذاهب إلى أن القول من الرسول إلى الكفار بعدما أجيب دعاؤه لكان جائزًا.

9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16